2013/02/13

بايع البطاطا عمر صلاح عمران

بايع البطاطا عمر صلاح عمران 

        ماقدرتش ابطل تفكير في الصوره و بكل المعاني اللي فيها قد كده انسانيتنا بتنتهي قد كده العنجاهيه و حب السلطه بينسوا الانسان اهم صفه فيه واللي اشتق منها اسمه و هي الانسانيه .
الصوره طبعا مفزعه لناس كتيير و لامهات اكتر ان ممكن في يوم يكون ده مصير ولادها و الصوره بشعه لاي بنت بتحلم تكون ام و ممكن تصحي تلاقي مصيره كده او حتي متعرفلوش مصير ,
        الولد ده اسمه عمر بياع بطاطا في ميدان التحرير  نزل من بيتهم عشان يجيب فلوس يصرف بيها علي امه و اخواته بعد ما ابوه اتوفي نزل من بيتهم و دايما سايب رزقه علي اللي خلقه انه اكيد مش هينساه و يسيبوه نزل و حرم نفسه يبقي زي اي طفل يلعب او حتي يتعلم او حتي يقعد في بيته ياكل وسط اخواته بس للاسف عمر نزل و مارجعش زي كل مره عشان ........... .
           عمر بقاله خمس سنين بينزل يبيع بطاطا و يرجع لبيته و عيلته اللي بيصرف عليهم باعتباره راجل البيت بعد وفاه ابوه اللي كان برضو وبياع بطاطا و مش سابلهم غير عربيه البطاطا اللي يعيشوا منها .
           الطفل الصغير ده اللي عمره مايكملش خمستشار سنه اتربت جواه معاني رجوله مبكره مش موجوده عند شباب متعلم و عنده اهل بيصرفوا عليه اتربت جواه المسئوليه و الاعتماد علي النفس اتربي جواه القوه و الشجاعه بس فضل جواه حلم الطفل الصغير اللي محتاج اللعب و الراحه حلم انه يبقي زي اي طفل مش طفل بياع بطاطا .
          وفي يوم من ايام الاشتباكات المعتاده في محيط ميدان التحرير و عند السفاره الامريكيه كان عمر واقف يبيع البطاطا و اشتدت الاشتباكات و زاد الضرب و عمر ملحقش يهرب وهو مصدوم من اللي بيشوفه ناس بتجري و ناس بتوقع و صوت الرصاص مالي المكان ولما قرر يهرب الرصاصه سبقته و دخلت قلبه و قتلت حلمه و اترمي جسمه الصغير علي الارض و الناس فضلت تجري و ماحدش لحقوه ولا ديريوا بيه .
        وجم كلاب العسكر و الداخليه يلموا غنييمتهم من اللي اتصاب و اللي وقع عشان يقبضوا عليه و يلحقوا ينضفوا مكانهم قبل ما اي حد يشوف بعنيه و في وسط كل ده لقوا جثه عمر ولفوه في بطانيه و جريوا بيه علي اقرب مستشفي و طبعا حكوميه ودخلوا بيه الاستقبال وقالوهم شوفوا ده ماله و جه الدكتور بيجري و يعاين وقالهم ده مات ازاي و مستنوش منه كلمه تانيه و جريوا بيه علي حته تانيه يداروا فيها عملتهم و ماحدش عارف الحته دي فين .
      واتقتل عمر واتقتل معاه كل الكلام و الانسانيه واتقتلت طفولته ويا حلمه انه يتعلم يقرا و يكتب و يغير شغلانته لاي حاجه تانيه ...

  ده كان تخيل مني لحلم عمر و ظروف قتله ده اللي حسيته من كل اللي قريته وشوفته عن عمر احساسي بالقهر و الحزن عليه كبيير اوي يمكن لاني اتخيلت للحظه انه في يوم ممكن يكون ابني او اخويا ...ياتري لو كل واحد فينا فكر فيه كده هيبقي ايه رد فعله ولا هيحس بايه ...
                                                               الله يرحمك يا عمر و نحتسبك عند الله شهيد  



هناك تعليق واحد:

  1. الله يرحمه ويدخله فسيح جناته يد الغدر رهقت روح برئيه حسبي الله ونعمه الوكيل في يد الغدر التي اغتالت هذه الروح البرئيه

    ردحذف